[192]

ومن خطبة له عليه السلام

ومن الناس من يسمّي هذه الخطبة القاصعة وهي تتضمن ذم إبليس، عَلى استكباره، وتركه السجود لآدم عليه السلام ، وأنه أول من أظهر العصبيةوتبع الحمية، وتحذير الناس من سلوك طريقته.

الْحَمْدُ لله الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَالْكِبْرِيَاءَ، وَاخْتَارَهُمَا لنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمَا حِمىًوَحَرَماً عَلَى غَيْرِهِ، وَاصْطَفَاهُمَالِجَلاَلِهِ. [رأس العصيان]

وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذلِكَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، لَِيمِيزَ المُتَوَاضِعيِنَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ القُلُوبِ، وَمَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ: اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بَخَلْقِهِ، وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ لاََِصْلِهِ.

فَعَدُوُّ اللهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ، وَسَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ، وَنازَعَ اللهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ، وَادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ، وَخَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ.

أَلاَ تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللهُ بِتَكَبُّرِهِ، وَوَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ، فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً، وَأَعَدَّ لَهُ فِي الاَْخِرَةِ سَعِيراً؟! [ابتلاء الله لخلقه] وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الاََْبْصَارَ ضِيَاؤُهُ، وَيَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَطِيبٍ يَأْخُذُ الاََْنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الاََْعْنَاقُ خَاضِعَةً، وَلَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى المَلائِكَةِ. وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ، تَمْيِيزاً بِالاِخْتِبَارِ لَهُمْ، وَنَفْياً لِلاِْسْتِكَبَارِ عَنْهُمْ، وَإِبْعَاداً لِلْخُيَلاَءِ مِنْهُم. [طلب العبرة] فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُالطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الاَْخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً، إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الاْرْضِ لَوَاحِدٌ، وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌفِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمينَ. [التحذير من الشيطان]

فَاحْذَرُوا عَدُوَّ اللهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَأَنْ يَسْتَفِزَّكُمْجبِنِدَائِهِ، وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْج بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَالْوَعِيدِ، وَأَغْرَقَلَكُم بِالنَّزْعِالشَّدِيدِ، وَرَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ، و، قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ، وَرَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ، صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ، وَإِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ، وَفُرْسَانُ الْكِبْرِ وَالْجَاهِلِيَّةِ. حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُمِنْكُمْ، وَاسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُمِنْهُ فِيكُمْ، فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِىيإِلَى الاََْمْرِ الْجَلِيِّ، اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ، وَدَلَفَبِجُنُودِهِ نَحْوَ كُمْ، فَأَقْحَمُوكُمْوَلَجَاتِالذُّلِّ، وَأَحَلُّوكم وَرَطَاتِ الْقَتْلِ، وَأَوْطَأُوكُمْإِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُم، وَحَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ، وَدَقّاً لِمَناخِرِكُمْ، وَقَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ، وَسوقاً بِخَزَائمِالْقَهْرِ إِلَى النَّارِ المُعَدَّةِ لَكُمْ، فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ جَرْحاً، وَأَوْرَىفِي دُنْيَا كُمْ قَدْحاً، مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَعَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ

فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَلَهُ جَدَّكُمْ فَلَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ، وَوَقَعَ في حَسَبِكُمْ، وَدَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ، وَأَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ، وَقَصَدَ بِرَجِلِهِ _سَبِيلَكُمْ، يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ، وَيَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ لاَ تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ، وَلاَ تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ، فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَحَلْقَةِ ضِيقٍ، وَعَرْصَةِ مَوْتٍ، وَجَوْلَةِ بَلاَءٍ. فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ، وَأَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، وإنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَنَخَواتِهِ وَنَزَغَاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ

وَاعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِكُمْ، وَإِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحَتْ أَقْدَامِكُمْ، وَخَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ. وَاتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةًبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وأَعْوَاناً، وَرَجِلاً وَفُرْسَاناً، وَلاَ تَكُونُوا كالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ، وَقَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ، وَنَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللهُ بِهِ النَّدَامَةَ، وَأَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [التحذير من الكبر] أَلاَ وَقدْ أَمْعَنْتُمْفِي الْبَغْيِ، وَأَفْسَدْتُمْ فِي الاََْرْضِ، مُصَارَحَةًلله بِالمُنَاصَبَةِ، وَمُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالُمحَارَبَةِ.

فَاللهَ اللهَ في كِبْرِ الْحَمِيَّةِ، وَفَخْرِ الْجَاهلِيَّةِ! فَإِنَّهُ مَلاَقِحُالشَّنَآنِ وَمَنَافِخُ الشَّيْطانِ، اللاِتي خَدَعَ بِهَا الاَُْمَمَ الْمَاضِيَةَ، والْقُرُونَ الْخَالِيَةَ، حَتّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِجَهَالَتِهِ، وَمهَاوِيضَلاَلَتِهِ، ذُلُلاً عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساًفِي قِيَادِهِ، أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ، وَتَتَابَعَتِ الْقُرونُ عَلَيْهِ، وَكِبْراً تَضَايَقَتِالصُّدُورُ بِهِ. [التحذير من طاعة الكبراء]

ألاَ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَكُبَرَائِكُمْ! الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَتَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ، وَأَلْقَوُا الْهَجِينَةَعَلَى رَبِّهِمْ، وَجَاحَدُوا اللهَ مَا صَنَعَ بِهمْ، مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ، وَمُغَالَبَةً لاَِلائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ، وَدَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ، وَسُيُوفُ إعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَليْكُمْ أَضْدَاداً، وَلاَ لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً، وَلاَ تُطِيعُوا الاَْدْعِيَاءَالَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَخَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ، وَأَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ، وَهُمْ أَسَاسُالْفُسُوقِ، وَأَحْلاَسُ الْعُقُوقِِ، اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلاَلٍ، وَجُنْداً بِهمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ، وَتَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ، وَدُخُولاً فِي عُيُونِكُمْ، وَنَفْثاً فِي أَسْـمَاعِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَمَوْطِىءَ قَدَمِهِ، وَمأْخَذَ يَدِهِ. [العبرة بالماضين]

فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الاََْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْقَبْلِكُمْ مِنْبَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ، وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ0ِ، وَاسْتَعِيذوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ لاََِحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنبِيَائِهِ [وَأَولِيائِهِ]، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ، وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالاََْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤمِنِينَ، وَكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ بالْـمَخْمَصَةِ وَابْتَلاَهُمْ بِالْـمَجْهَدَةِ وَامْتَحَنَهُمْ بِالْـمَخَاوِفِ، وَمَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسُّخْطَ بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَالاِِْخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَالاِِْفْتِقارِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: ، فَإِنَّ اللهَ سْبْحَانَهْ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ. [تواضع الاَنبياء عليهم السلام ] وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ8 عَلَى فِرْعَوْنَ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ، فَشَرَطَا لَهُ ـ إِنْ أَسْلَمَ ـ بَقَاءَ مُلْكِهِ، وَدَوامَ عِزِّهِ، فَقَالَ: أَلاَ تَعْجبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ، وَبَقَاءَ الْمُلْكِ، وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ، فَهَلاَّ أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ؟ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ، وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ! وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ بأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الْذِّهْبَانِ وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ…ِ، وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ، وَأَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طَيْرَ السَّماءِ وَوُحُوشَ الاََْرَضِينَ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ وَبَطَلَ الْجَزَاءُ، وَاضْمَحَلَّتِ الاََْنْبَاءُ، وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلِينَ، وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ الْـمُحْسِنِينَ، وَلاَ لَزِمَتِ الاََْسْمَاءُ مَعَانِيَهَا، وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى الاََْعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ، مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلاَُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غِنىً، وَخَصَاصَةٍتَمْلاََُ الاََْبْصَارَ وَالاََْسْمَاعَ أَذىً. وَلَوْ كَانَتِ الاََْنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لاَ تُرَامُ، وَعِزَّةٍ لاَ تُضَامُ، وَمُلْكٍ تُمَدُّ نُحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاِِْعَتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الاِِْسْتَكْبَارِ، وَلآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهْمْ، أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ، فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.

وَلكِنَّ اللهَ سْبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الاِِْتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَالْتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَالاِِْسْتِكَانَةُ لاََِمْرِهِ، وَالاِِْسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً، لاَ تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبلْوَى وَالاِِْخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ. [الكعبة المقدسة]

ألاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الاََْوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ، إِلَى الآخِرِينَ مِنْ هذا الْعَالَمِ، بَأَحْجَارٍ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَسْمَعُ، فَعَجَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً. ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الاََْرْضِ حَجَراً، وَأَقَلِّ نَتَائِقِالدُّنْيَا مَدَراً وَأَضْيَقِ بُطُونِ الاََْوْدِيَةِ قُطْراً، بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ، وَرِمَالٍ دَمِثَةٍ وَعُيُونٍ وَشِلَةٍ وَقُرىً مُنْقَطِعَةٍ، لا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَلاَ حَافِرٌ وَلاَ ظِلْفٌ ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ وَوَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْنَحْوَهُ، فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِأَسْفَارِهمْ وَغَايَةً لِمُلْقَىرِحَالِهِمْ، تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُالاََْفْئِدَةِ مِنْ

مَفَاوِزِةىقِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَمَهَاوِيفِجَاجٍعَمِيقَةٍ، وَجَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ، حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْذُلُلاً يُهَلِّلُونَ لله حَوْلَهُ، وَيَرْمُلُونَعَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراًيى لَهُ، قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَوَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ، ابْتِلاَءً عَظِيماً، وَامْتِحاناً شَدِيداً، وَاخْتِبَاراً مُبِيناً، وَتَمْحِيصاً بَلِيغاً، جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ.

وَلَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ، وَمَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ، بَيْنَ جَنَّاتٍ وَأَنْهَارٍ، وَسَهْلٍ وَقَرَارٍ جَمَّ الاََْشْجَارِ دَانِيَ الِّثمارِ، مُلْتَفَّ الْبُنَى مُتَّصِلَ الْقُرَى، بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَرَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَأَرْيَافٍمُحْدِقَةٍ، وَعِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَزُرُوع نَاضِرَةٍ، وَطُرُقٍ عَامِرَةٍ، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلاَءِ. وَلَوْ كَانَ الاِِْسَاسُالْـمَحْمُولُ عَلَيْهَا، وَالاََْحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا، بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، وَيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَنُورٍ وَضِيَاءٍ، لَخَفَّفَ ذلِكَ مُضَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ، وَلَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ، وَلَنَفَى مُعْتَلَجَالرَّيْبِ مِنَالْنَّاسِ.

وَلكِنَّ اللهَسُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ، وَيَتَعَبَّدُهُمْ بِأَلْوَانِ الْـمَجَاهِدِ، وَيَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ، إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَإِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهمْ، وَلِيَجْعَلْ ذلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاًإِلَى فَضْلِهِ، وَأَسْبَاباًذُلُلاًلِعَفْوِهِ. [عود إلى التحذير]

فَاللهَ اللهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ، وَآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ، وَسُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ، فَإنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى، وَمَكِيدَتهُ الْكُبْرَى، الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ، فَمَا تُكْدِيأَبَداً، وَلاَ تُشْوِيأَحَداً، لاَ عَالِماً لِعِلْمِهِ، وَلاَ مُقِلاًّ في طِمْرِهِ وَعَنْ ذلِكَ مَا حَرَسَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَالزَّكَوَاتِ، وَمُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الاََْيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ، تسْكِيناً لاَََطْرَافِهِمْ وَتَخْشِيعاً لاََِبْصَارِهمْ، وَتَذْلِيلاً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ، وَإِذْهَاباً لِلْخُيَلاَءِ عَنْهُمْ، لِما فِي ذلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِبالتُّرَابِ تَوَاضُعاً، وَالْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالاََْرْضِ تَصَاغُراً، وَلُحُوقِ الْبُطُونِ بِالمُتونِمِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلاً، مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الاََْرْضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِوَالْفَقْرِ.

انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هذِهِ الاََْفْعَالِ مِنْ قَمْعِنَوَاجِمِالْفَخْرِ، وَقَدْعِ طَوَالِعِالْكِبْرِ! [العصبية] وَلَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْءٍ مِنَ الاََْشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلاَءِ، أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُبِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاََِمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ. أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لاََِصْلِهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ. وَأَمَّا الاََْغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِالاَُْمَمِ، فَتَعَصَّبُوا لاَِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَـ .

فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ، فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُهُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ، وَمَحَامِدِ الاََْفْعَالِ، وَمَحَاسِنِ الاَُْمُورِ، الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْـمُجَدَاءُ وَالنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِالْقَبَائِلِ، بِالاََْخْلاَقِ الرَّغِيبَةِ وَالاََْحْلاَمِ الْعَظِيمَةِ، وَالاََْخْطَارِ الْجَلِيلَةِ، وَالاَْثَارِ الَمحْمُودَةِ. فَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَالْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالاََْخْذِ بِالْفَضْلِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ، وَالاِِْعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَالاِِْنْصَافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الاَْرْضِ. واحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالاَُْمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاَتِبِسُوءِ الاََْفْعَالِ، وَذَمِيمِ الاََْعْمَالِ، فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ.

فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِحَالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ حَالَهُمْ، وَزَاحَتِ الاََْعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَمُدَّتِالْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ، وَانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَوَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُم: مِنَ الاِِْجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاَُْلْفَةِ، وَالتَّحَاضِّ عَلَيْهَا، وَالتَّوَاصِي بِهَا. وَاجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَأَوْهَنَمُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَتَشَاحُنِ الصُّدُورِ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَتَخَاذُلِ الاََْيْدِي.

وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ، كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التـَّمحِيصِ ) وَالْبَلاَءِ؟ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً، وَأَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلاَءً، وَأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً؟! اتَّخَذَتْهُمُ الْفَراعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُم سُوءَ الْعَذَابِ، وَجَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَقَهْرِ الْغَلَبَةِ، لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ، وَلاَ سَبِيلاً إِلَى دِفَاعٍ، حَتَّى إِذَا رَأَى اللهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الاََْذَى فِي مَحَبَّتِهِ، وَالاِحْتَِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلاَءِ فَرَجاً، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ، وَالاََْمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً، وأَئِمَّةً أَعْلاَماً، وَبَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الاَْمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ. فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الاََْمْلاَءُمُجْتَمِعَةً،

وَالاََْهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَالْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً، وَالاََْيْدِي مُتَرَادِفَةً وَالسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً، وَالْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَالْعَزَائِمُ وَاحِدَةً، أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباًفِي أَقْطَارِ الاََْرَضِينَ، وَمُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ؟

فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ، حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَتَشَتَّتَتِ الاَُْلْفَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاََْفْئِدَةُ، وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ، وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ، قَدْ خَلَعَ اللهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ، وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَبَقّى قَصَصَ أَخْبَارِهِمْفِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ. [الاعتبار بالاَمم]

فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَبَنِي إِسْحَاقَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عليهم السلام ، فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ… الاََْحْوَالِ، وَأَقْرَبَ اشْتِبَاهَالاََْمْثَالِ! تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ، وَتَفَرُّقِهِمْ، لَيَالِيَ كَانَتِ الاََْكَاسِرَةُ وَالْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ، يَحْتَازُونَهُمْعَنْ رِيفِ الاَْفَاقِ، وَبَحْرِ الْعِرَاقِ، وَخُضْرَةِ الدُّنْيَا، إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ، وَمَهَا فِيالرِّيحِ، وَنَكَدِالْمَعَاشِ، فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍوَوَبَرٍ أَذَلَّ الاَُْمَمِ داراً، وَأَجْدَبَهُمْ قَرَاراً، لاَ يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا، وَلاَ إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا، فَالاََْحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَالاََْيْدِي مُخْتَلِفَةٌ، وَالْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ، فِي بَلاَءِ أَزْلٍ وأَطْبَاقِ جَهْلٍ! مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَأَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ، وَأَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ، وَغَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ [النعمة برسول الله6]

فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللهِسُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولاً، فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ، وَجَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ، كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا، وَأَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا، وَالْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْفِي عَوَائِدِبَرَكَتِهَا، فَأَصْبَحُوا فِينِعْمَتِهَا غَرِقِينَ، وَفِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ قَدْ تَرَبَّعَتِ الاَُْمُورُ بِهِمْ، فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ، وَآوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ، وَتَعَطَّفَتِ الاَُْمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ، فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَمُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الاََْرَضِينَ، يَمْلِكُونَ الاَُْمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ، وَيُمْضُونَ الاََْحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ! لاَ تُغْمَزُ لَهُمْقَنَاةٌ وَلاَ تُقْرَعُ لَهُمْصَفَاةٌ [لوم العصاة]

أَلاَ وَإنَّكُمْ قَد نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطاعَةِ، وَثَلَمْتُمْحِصْنَ اللهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ، بَأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدْ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هذِهِ الاَُْمَّةِ فِيَما عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هذِهِ الاَُْلْفَةِ الَّتِي يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا، وَيَأْوُونَ إَلَى كَنَفِهَا، بِنِعْمَةٍ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْـمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً، لاََِنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ، وَأَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ.

وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً، وَبَعْدَ الْمُوَالاَةِأحْزَاباً، مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الاِِْسْلاَمِ إِلاَّ بِاسْمِهِ، وَلاَ تَعْرِفُونَ مِنَ الاِِْيمَانِ إِلاَّ رَسْمَهُ، تَقُولُونَ: النَّارَ وَلاَ الْعَارَ! كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الاِِْسْلاَمَ عَلَى وَجْهِهِ، انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ، وَنَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ، وأَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ. وإِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ، ثُمَّ لاَ جَبْرَائِيلُ وَلاَ مِيكَائِيلُ وَلاَ مُهَاجِرُونَ وَلاَ أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلاَّ الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَكُمْ.

وَإِنَّ عِنْدَكُمُ الاََْمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللهِ تَعَالَى وَقَوَارِعِهِ، وَأَيَّامِهِ وَوَقَائِعِهِ، فَلاَ تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلاً بَأَخْذِهِ، وَتَهَاوُناً بِبَطْشِهِ، وَيأْساً مِنْ بَأْسِهِ، فَإِنَّ اللهَ _سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلاَّ لِتَرْكِهِمُ الاََْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنكَرِ، فَلَعَنَ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي، وَالْحُلَمَاءَ لِتَرْكِالْتَّنَاهِيْ! أَلاَ وَقَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الاِِْسْلاَمِ، وَعَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ، وَأَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ. أَلاَ وَقَدْ أَمَرَنِيَ اللهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْي

192

خطبه‏اى از آن حضرت(ع)

بعضى اين خطبه را«قاصعه‏» (1) ناميده‏اند و آن در نكوهش ابليس(لعنه الله)است‏به سبب‏خودپسندى او و سجده نكردنش براى آدم(ع).او نخستين كسى است كه عصبيت را آشكارساخت و از حميت پيروى نمود.اين خطبه مردم را از رفتن به راه ابليس برحذر مى‏دارد.

ستايش خداوندى را كه كسوت عزت و بزرگى پوشيد و آن دو را خاص خودگردانيد نه آفريدگانش و،آن دو را بر ديگران ممنوع و حرام نمود.عزت و بزرگى راتنها براى جلالت‏شان خويش برگزيد و لعنت را نصيب كسى از بندگانش نمود كه‏در عزت و بزرگى با او به نازعت‏برخاست.سپس ملايكه مقرب خود را بياموزد تامتواضعانشان را از متكبرانشان تميز دهد.آنگاه خداى سبحان كه از راز درون دلها آگاه‏است و آنچه را در پرده نهان است مى‏داند، گفت:«پروردگارت به فرشتگان گفت:من‏بشرى را از گل مى‏آفرينم چون تمامش كردم و در آن از روح خود دميدم همه‏سجده‏اش كنيد.همه فرشتگان سجده كردند،مگر ابليس.» (2) ابليس بر آدم رشك برد وبه آفرينش خود بر او باليد و به اصل خود نازيدن گرفت.ابليس دشمن خدا وپيشواى متعصبان و پيشرو مستكبران و گردنكشان است.او بود كه عصبيت را پايه‏نهاد و با خداى تعالى بر سر كسوت عزت و جبروت به نزاع پرداخت و خود چنان‏كسوتى پوشيد و جامه خوارى و مذلت از تن به در نمود.

آيا نمى‏بينيد كه خداوند چگونه او را به سبب تكبرش حقير ساخت و به سبب‏بلند پروازيش پست و بيقدر نمود و در دنيا مطرودش ساخت و در آخرت هم به‏عذاب آتش گرفتار خواهد نمود؟

اگر خداى تعالى مى‏خواست كه آدم را از نورى بيافريند كه پرتوش ديده‏ها راخيره سازد و زيباييش بر خردها چيره شود و بوى خوشش دماغ جانها را معطرسازد،مى‏توانست.اگر چنين كرده بود،گردن همگان در برابر او به خضوع خم مى‏گرديد و كار آزمايش بر ملايكه هم آسان مى‏شد.ولى خداى سبحان،آفريدگان خود را به بعضى چيزهايى،كه از اصل آن بى‏خبرند، مى‏آزمايد،تافرمانبرداران از نافرمانان جدا شوند و آنان را از لوث خودكامگى و گردنكشى پاك‏دارد و تكبر و خودپسندى را از آنان دور گرداند.پس،از آن معاملت كه خداوند باابليس كرد عبرت گيريد.آن همه اعمال نيكويش را باطل گردانيد و آن همه سعى وكوشش او را بى‏ثمر ساخت.ابليس شش هزار سال خدا را عبادت كرد،حال ازسالهاى دنيا بود يا سالهاى آخرت كس نداند،ولى يك ساعت تكبر ورزيد.بعد ازابليس چه كسى ممكن است كه از اينگونه نافرمانيها در برابر ذات احديت در امان‏ماند؟

هرگز خداوند انسانى را به بهشت نمى‏برد كه مرتكب عملى شده باشد كه ملكى‏را به سبب آن از بهشت رانده است.حكم او بر اهل آسمانها و مردم روى زمين‏يكسان است.و ميان خدا و هيچيك از بندگانش مصالحه‏اى نيست كه چيزى را كه برهمه جهانيان حرام كرده بر آن بنده مباح نموده باشد.

پس،اى بندگان خدا بترسيد از اين كه دشمن خدا شيطان شما را به بيمارى خود[تكبر و خودپسندى]دچار گرداند و به نداى خود شما را از جاى برانگيزد و سواران وپيادگان خود را به سر شما آورد.به جان خودم سوگند كه او تير تهديد در كمان رانده‏و كمانش را سخت كشيده است و از جايى نزديك بر شما تير مى‏بارد.و گفت:«اى‏پروردگار من چون مرا نوميد كردى.در روى زمين بديها را در نظرشان بيارايم وهمگان را گمراه كنم.» (3)

با اين سخن تير به تاريكى مى‏افكند،تيرى كه هرگز به هدف‏نمى‏رسيد.ولى جماعتى از زادگان حميت و قومى از متعصبان و سواركاران ميدان‏تكبر و جهالت‏سخنش را راست پنداشتند.

تا آنگاه كه آن سركش و طاغى از ميان شما برپاى خاست و مطيع فرمان وى شد.

شما در او طمع بستيد و در طمع خود پاى فشرديد تا آن وسوسه‏ها كه در دل داشتيد،آشكار گرديد و استيلاى او بر شما نيرو گرفت و لشكرهاى خود بر سر شما كشيد، و در مغاك خوارى و مذلتتان افكندند،و در ورطه هلاكتان سرنگون ساختند و با تنى‏مجروح پايمالتان نمودند. نيزه‏ها در چشمانتان،نشاندند و گلوهايتان را بريدندو بينى‏هايتان را خرد كردند بدين قصد كه شما را بكشند و مهار در بينى كرده به سوى‏آتشى كه برايتان مهيا شده است‏بكشند.پس شيطان به سبب آسيب رساندنش به‏دين شما و آتش افروزيش در دنياى شما بزرگتر از كسانى است كه به نبردشان‏برخاسته‏ايد و براى پيكار به آنان آرايش لشكر داده‏ايد.پس همه سعى خود را بر دفع‏او گماريد.به خدا سوگند كه او بر پدر شما فخر كرد و بر حسب و نسب شما عيب‏گرفت و سوارانش را بر سر شما آورد و پيادگانش را بر سر راهتان بداشت.چنانكه،درهر جا شكارتان مى‏كند و سر انگشتانتان را مى‏برد.به هيچ حيله خود را در امان‏نتوانيد داشت و به هيچ افسون دفع آن نتوانيد كرد.در لجه خوارى گرفتار مانده‏ايد،درچنبر تنگى افتاده‏ايد و در عرصه مرگ و فنا و جولانگاه بلا اسير شده‏ايد.آتش‏عصبيت و كينه‏هاى جاهلى را كه در اعماق دلتان كمين گرفته است،خاموش سازيدكه اين حميت‏براى مسلمانان از خطرهاى شيطان است و از خودكامگيها وتباهكاريها و وسوسه‏هاى اوست.بر آن مصمم شويد كه فروتنى را بر فرق خود جاى‏دهيد و تكبر و خودخواهى را زير پاى افكنيد و خودكامگى را از گردنهايتان فرو هليد.

فروتنى را چون مرزدارانى ميان خود و دشمن بگماريد،يعنى ميان خود و شيطان كه‏او را از هر ملت و قومى لشكرها و يارانى است.چه پياده و چه سواره.

و مباشيد،همانند آن كس كه بر برادر خود كبر ورزيد (4) بى‏آنكه،خدا او را بربرادرش فضيلتى داده باشد.جز آنكه كبر و خودپسندى كه از حسد برخاسته بود،براو روى نهاد و حميت در دل او آتش غضب افروخت و شيطان در بينى او باد غروردميد.خداوند كيفر او را پشيمانى داد و گناه همه آدمكشان را تا روز قيامت‏بر گردن اونهاد.

بدانيد كه شما در ستمگرى سخت پيش رانديد و در زمين فساد كرديد كه هم‏بصراحت‏با خدا در افتاديد و هم در نبرد روياروى مؤمنان قرار گرفتيد.خدا را،خدا را، حذر كنيد از بزرگى فروختن به سبب حميت و تفاخر كردن به روش اهل جاهليت.

كه حميت زادگاه دشمنيهاست و جايگاه افسون دميدن شيطان.شيطان با افسونهاى‏خود امتهاى پيشين و مردمان روزگاران ديرين را فريب داد،تا آنگاه كه در ظلمات‏جهالت او و مغاكهاى ضلالت او سرنگون گشتند.در حالى كه،تسليم او بودند كه به‏هر جا كه خواهد براندشان و رام او،كه به هر سو كه خواهد بكشاندشان و شتافتند به‏سوى چيزى كه دلها در پذيرفتنش همانند يكديگرند و بسا سالها كه در پى آن روان‏بوده‏اند،در حالى كه،سينه‏ها از تكبر به تنگى افتاده بوده است.

هان.حذر كنيد،حذر كنيد از اطاعت‏سروران و مهترانتان كه به حيثيت و شرف‏پدران خود نازيدند و رفعت جستند به نياكان خود بر ديگران.و چيزى را كه خودعيب مى‏شمردند به پروردگار خود نسب دادند و نعمتى را كه خدا ارزانيشان داشته‏بود،انكار كردند و با قضا و قدر او به ستيزه برخاستند و با نعمتهاى او سر پيكارداشتند.اينها پايه‏ها و اساس عصبيت‏اند و اركان فتنه و شمشيرهاى نازش به شيوه زمان جاهليت.

پس،از خدا بترسيد و با نعمتهايى كه شما را داده است مستيزيد و به فضيلتى كه‏به يكى از شما عنايت كرده است رشك مبريد و از مدعيان دروغين نسب پيروى‏مكنيد.اينان كسانى هستند كه شما آب صافى و گواراى خود را با آب گل آلود آنان‏نوشيديد و بيماريشان را با تندرستى خود در آميختيد و سخن باطلشان را بر سخن‏حق خود در افزوديد.اينان اساس بزهكارى هستند و ملازمان نافرمانى و معصيت‏خداوندند،شيطان بار ضلالت‏خود بر پشت آنها نهاده كه خود لشكريان شيطان‏اند كه‏به نيرويشان بر مردم مى‏تازد و چون ترجمانى به زبانشان سخن مى‏گويد تاعقلهايتان را بدزدد و در چشمانتان داخل شود و بر گوشهايتان افسون دمد و شما راهدف تيرهاى خود سازد و به زير پاى خود بسپرد و شما را دستمايه اغواى خودگرداند.پس عبرت گيريد از آنچه مستكبران پيش از شما را رسيد،از عذاب و خشم‏خدا و سختگيريها و عقوبتهاى او.و پند گيريد از چهره بر خاك نهاده آنها و ازپهلوهاى بر خاك خفته آنها و به خدا پناه بريد از آنچه تكبر آورد،آنسان،كه ازحوادث روزگار به او پناه مى‏بريد. اگر خداى تعالى بندگانش را رخصت كبر ورزيدن مى‏داد،همانا به خواص‏پيامبران و دوستان خود رخصت مى‏داد.ولى خداى سبحان،كبر ورزيدن را براى‏ايشان ناپسند شمرد و از تواضعشان خشنودى نمود.آنان چهره‏هاى خود را بر زمين‏هشتند و رويهاى خود به خاك بيالودند و در برابر مومنان فروتنى نمودند و خودمردمانى بودند به ناتوانى موصوف. خداوندشان به گرسنگى امتحان نمود و به‏سختيها مبتلا كرد و به وحشتها بيازمود و به جفاها و ناخوشيها بپالود.

مبادا كه مال و فرزند را ترازوى خشم و خشنودى خداوند پنداريد،در حالى كه،ندانيد كه اگر توانگرى و قدرت عطا مى‏كند،چيزى جز آزمايش شما نيست.خداى‏سبحان فرمايد:«آيا مى‏پندارند كه آن مال و فرزند كه ارزانيشان مى‏داريم.براى آن‏است كه مى‏كوشيم خيرى به آنها برسانيم؟نه،كه آنان در نمى‏يابند.» (5)

او بندگان‏خودپسند و سركش خود را به ارزش و اعتبارى كه بندگان زبون و ناتوان او در ديده آنها دارد مى‏آزمايد.چنانكه موسى بن عمران با برادرش هارون بر فرعون داخل‏شدند.آن دو جامه پشمين بر تن داشتند و هر يك را عصايى در مشت‏بود.به فرعون‏گفتند كه اگر اسلام آورد عزت و پادشاهيش باقى خواهد ماند.فرعون گفت:آيا از اين‏دو در شگفت نيستيد كه با من در باب بقاى عزت و سلطنتم شرط مى‏كنند و خودچنانكه مى‏بينيد در عين بينوايى و خوارى هستند.چرا دستبندهاى زرين به‏دستهايشان آويخته نيست؟زيرا فرعون زر و زراندوزى را بزرگ مى‏داشت و جامه پشمين پوشيدن را حقير مى‏شمرد.

اگر خداى سبحان،مى‏خواست كه هنگام مبعوث داشتن پيامبران خود گنجها ومعادن زر را برايشان بگشايد و باغهاى بهشت گونه را به آنان دهد و پرندگان آسمان ووحوش زمين را به فرمان ايشان در آورد،چنان مى‏كرد.ولى اگر چنان كرده بود،آزمايشها را موردى نبود و پاداش روز جزا باطل مى‏شد و اخبار آسمان تباه مى‏گرديد.و اجر و مزد امتحان شدگان بر پذيرندگان دعوت تعلق نمى‏گرفت ومؤمنان مستحق ثواب نيكوكاران نمى‏شدند.نامهاى مؤمن و كافر، معانى خود را ازدست مى‏دادند.

ولى خداى سبحان،پيامبران خود را به اراده و تصميم،نيرومندى داد و بظاهر درچشم ديگران ناتوانشان نمود.با قناعتى كه دلها و ديدگان را از بى‏نيازى پرسازد وبينوايى و فقرى كه چشمها و گوشها را بيازارد.اگر پيامبران را نيرويى بود،چنانكه،كس را ياراى ستيز با آنان نبود و يا عزت و جاهى بود كه مورد ستم واقع نمى‏شدند ياسلطنتى بود،كه مردم به سويشان گردن مى‏كشيدند تا هيبت و شوكتشان را بنگرند واز هر سو بار سفر بسته آهنگ ايشان مى‏نمودند،در اين حال مردم اندرزهايشان راآسانتر مى‏پذيرفتند و در برابر آنان كمتر سركشى مى‏كردند،آنگاه به آنان ايمان‏مى‏آوردند و اين ايمان يا از وحشتى بود كه بر آنها چيره شده بود يا رغبتى بود كه به‏ايمانشان متمايل كرده بود.يعنى نيتهايشان خالص نبود و اعمال نيكشان ميان مؤمن‏حقيقى و ظاهرى منقسم شده بود.اما خداوند مى‏خواهد كه پيروى از رسولانش وتصديق به كتابهايش و خشوع در برابرش و فروتنى در برابر فرمانش و تسليم به‏طاعتش امورى باشند خاص او و از هر شايبه و آميزه‏اى پاك كه هر چه آزمايش‏بزرگتر باشد ثواب و جزاى آن بيشتر خواهد بود.

آيا نمى‏بينيد كه خداوند سبحان پيشينيان را از زمان آدم(ع)تا كسانى كه پس ازآنها آمده‏اند از اين عالم بيازمود،به سنگهايى كه نه سود مى‏رسانيدند و نه زيان،نه‏مى‏ديدند و نه مى‏شنيدند،و آن سنگها را بيت الحرام خود قرار داد و آن را براى مردم‏برپا ساخت در سخت‏ترين سنگلاخهاى زمين در ريگزارى كه در آنجا از هر جاى‏ديگر كمتر گياه مى‏رويد.در دره‏اى از ديگر دره‏ها تنگتر،بين كوههاى سخت وريگهاى نرم،آنسان،كه گذر كردن از آنها دشوار باشد و چشمه‏هاى كم آب ودهكده‏هاى دور از يكديگر كه در آنجا نه اشترى فربه مى‏شود و نه اسب و گاو وگوسفندى.آدم(ع)و فرزندان او را فرمان داد كه به آن خانه روى نهند و آنجا بازارگاهى شد براى كسانى كه در سفرها در پى سودند و بارگاهى براى افكندن بارها.

مردم،شتابان روى به بيت الحرام آوردند.از بيابانهاى بى‏آب و گياه و از عمق دره‏هاى‏ژرف و جزيره‏هاى پراكنده و درياها.تا از روى خوارى شانه‏هاى خود را بجنبانند وگرد آن بگردند و آواز به تهليل (6) بردارند.موى پريشان و خاك‏آلود،نه دوان و نه‏آهسته گام بردارند جامه‏ها از تن به در كنند و با رها كردن موى،چهره نيكوى خود رازشت نمايند.اين است آزمايش بزرگ و امتحانى سخت و آزمونى آشكار.خداوندآن را سبب رحمت‏خود ساخت و وسيله رسيدن به بهشت‏خويش.

اگر خداى مى‏خواست‏بيت الحرام خود را و پرستشگاههاى بزرگش را در ميان باغهاو نهرها قرار مى‏داد و در جايى كه زمين نرم و هموار باشد،در مكانى پر درخت ودرختان سرشار از ميوه.در ميان خانه‏ها و عمارات بسيار و روستاهاى به هم پيوسته.

در ميان گندمزارهاى قهوه‏اى رنگ و اراضى پرباران و باغستانهاى خرم و راههاى‏آباد.در اين حال،پاداش اندك بود،زيرا رنج‏سفر اندك بود.اگر بنيانى كه كعبه بر روى‏آن ساخته شده و سنگهايى كه ديوارهايش را برآورده،زمرد سبز و ياقوت سرخ و نورو روشنى بود،از دودليها و ترديدهايى كه در سينه‏ها جارى كرده مى‏كاست و سعى وكوشش شيطان را از دلها دور مى‏ساخت و اضطراب و نگرانى را از قلب مردم‏مى‏زدود.ولى خداوند بندگانش را به گونه‏گونه سختى مى‏آزمايد و به انواع‏مجاهدتها به بندگى وامى‏دارد.و به كارهاى ناخوش آيند امتحان مى‏كند تا تكبر وخودپسندى را از دلهايشان بيرون كند و خوارى و فروتنى را جانشين آن سازد.

اينهاست درهايى كه به عوالم فضل و احسان او گشوده مى‏شود و سببهايى مهيا براى‏آنكه بندگانش را بيامرزد و گناهانشان را ببخشايد.

خدا را،بترسيد از تبهكارى در اين جهان و كيفر ستمگرى در آن جهان،و ازسرانجام بد خودخواهى و خودپسندى كه دام بزرگ ابليس است.حيله و مكر او بر دلها چنگ مى‏افكند، آنسان،كه زهر كشنده.او در كار خود ناتوان نگردد و در كشتن،شمشيرش خطا نكند و كس را از فريب خود مجال رهايى ندهد،خواه عالمى باشد،به سبب علمش يا بينوايى باشد،در جامه كهنه‏اش.

خداوند بندگان مؤمن خود را از دامهاى شيطان نگه مى‏دارد،به نمازها و زكاتها ومجاهدتها در گرفتن روزه در روزهايى كه واجب است.تا جسمشان آرامش يابد و درديدگانشان خشوع آشكار شود و در نفسهاشان فروتنى پديد آيد.و آتش شهوت دردلهاشان فروكش كند و كبر و نخوت از آنان دور شود.زيرا در نماز است كه به تواضع‏چهرههاى نيكو به خاك مى‏آلايند و براى اظهار خردى،اعضا و جوارح بر زمين‏مى‏سايند و شكمها در روزه‏دارى،از روى خضوع،به پشت مى‏چسبند.و در زكات‏است كه ثمرات زمين و غير آن به مستمندان و مسكينان داده مى‏شود.

بنگريد،كه در اين كارها چه فوايدى نهفته است،از سركوبى كبر و غرور،آنگاه‏كه تازه سر بر مى‏دارد و دفع خودپسندى آنگاه كه تازه مجال ظهور مى‏يابد.نگريستم‏و هيچيك از مردم جهان را نديدم كه در چيزى تعصب ورزد،مگر آنكه تعصبش راعلت و سببى بود،كه يا فريب و اشتباه نادانان را در برداشت‏يا تراوشهاى ذهن‏مشتى مردم بيخرد را.و اينها شما نيستيد،زيرا شما به چيزى تعصب مى‏ورزيد كه‏سبب و علتش ناشناخته است.

شيطان به سبب اصل و نژاد خود بر آدم تعصب ورزيد و گردنكشى كرد.برآفرينش او طعن زد و گفت كه من از آتش آفريده شده‏ام و تو از گل.و توانگران وصاحب نعمتان،تعصبشان به مال و ثروت خود بود.چون خود را در آن همه نعمت‏و آسايش ديدند گفتند:«ما را مال و فرزند بيش است و ما عذاب نمى‏شويم‏» (7)

پس اگر بناگزير تعصبى بايد،تعصبتان به خصال والا و كارهاى پسنديده باشد،كه بزرگواران و دلير مردان از خاندانهاى عرب و سروران و مهتران قبايل به آن خصال و صفات بر يكديگر برترى مى‏جستند.چون نيكخويى و خردمندى فراوان وتوانايى در كارهاى بزرگ و رفتارهاى پسنديده.شما نيز اگر تعصب مى‏ورزيد،بايد كه‏در خصال پسنديده بود،چون پناه دادن كسانى كه به شما پناه مى‏آورند و وفاى به‏عهد و پيمان و اطاعت از نيكان و نافرمانى در برابر متكبران و انتخاب فضايل ودورى از ستم و رذايل و پرهيز از قتل و عدالت‏با مردم و فرو خوردن خشم و اجتناب‏از فساد كردن در زمين.و بترسيد از عذابهايى كه در اثر رفتارهاى ناپسند و كردارهاى‏نكوهيده بر امتهاى پيش از شما رسيده است.پس بياد آريد،احوال نيك و بد آنان راو حذر كنيد از اينكه همانند آنان باشيد.چون در تفاوت حالاتشان انديشيديد،روشى‏را برگزينيد كه به سبب آن مقامشان ارجمندى يافت و دشمنانشان از سرشان رانده‏شد و افيت‏بر سرشان سايه گسترد و نعمت مطيع و منقادشان شد.و به بركت آن‏كرامت،رشته اتحاد در ميانشان استوار گرديد و از تفرقه اجتناب كردند و الفت ومهربانى را شعار خود ساختند و يكديگر را بر آن تحريض نمودند و سفارش كردند،و از هر كارى كه پشتشان را مى‏شكست و بنيان قدرتشان را سست مى‏نمود،چون‏رخنه كردن كينه‏ها در دلها و افروخته شدن آتش عداوتها در سينه‏ها و از يكديگر روى‏گردانيدن و از يارى هم دست كشيدن،دورى نمودند.

پس در احوال مؤمنانى كه پيش از شما مى‏زيستند،تامل كنيد.كه در هنگام‏آزمون و رنج چگونه بودند.آيا از همه آفريدگان بارشان سنگينتر و از همه بندگان‏خدا به هنگام آزمايش كوشنده‏تر نبودند و زندگيشان از همه مردم جهان تنگتر نبود؟

فرعونان آنان را برده خود مى‏ساختند و سخت‏شكنجه‏شان مى‏نمودند و شرنگ‏جانگزا،جرعه جرعه،به كامشان مى‏ريختند و همواره با خوارى و هلاكت دست‏به‏گريبان بودند.و مقهور قهر و غلبه آنان.براى سر بر تافتن از ستم چاره‏اى نمى‏دانستندو دفاع از خود را راهى نمى‏شناختند. تا آنگاه كه خداى سبحان ديد كه چگونه در راه‏محبت او،بر آن همه آزار،شكيبايى مى‏ورزند و چسان از خوف او هر ناگوارى راتحمل مى‏كنند.پس از آن تنگناهاى بلا،راهشان را بگشود و خواريشان را به عزت بدل نمود و وحشتشان را به ايمنى،پادشاهان و حاكمان شدند و پيشوايانى‏سرفراز.كرامت‏خداوندى در حق ايشان به جايى رسيد كه هرگز آرزوى آن را دردل نپرورده بودند.بنگر كه حال آنان چگونه بود،آنگاه كه جماعتشان متفق بودندو آرايشان يكى بود و شمشيرهاشان آخته به يارى هم.و ديده بصيرتشان ژرف‏نگرو عزم و آهنگشان يگانه بود. آيا در آن روزگاران مهتران روى زمين و ملوك فرمانروابر مردم جهان نبودند؟آنگاه به پايان كارشان بنگريد،زمانى كه ميانشان تفرقه افتاد والفتشان به پراكندگى كشيد و ميان آنها به دل و زبان خلاف و پراكندگى افتاد.بايكديگر به نزاع برخاستند و خداوند جامه كرامت‏خود از تنشان به در كرد و نعمت‏سرشارش را از آنان بستد.داستانشان در ميان شما بماند تا مگر عبرت گيرندگان‏عبرت گيرند.

از حال فرزندان اسماعيل و اسحاق و فرزندان اسرائيل[درود بر آنان]پندگيريد حالاتشان چه به هم شبيه است و شباهتشان نزديك.در كار آنها بينديشيد و به‏پراكندگى و تفرقه آنها در روزگارى كه كسراها و قيصرها سرورانشان بودند.آنهارا از آباديهاى آفاق و درياى عراق و اراضى سبز و خرم مى‏راندند و به جايهايى كه‏«درمنه‏»مى‏رويد و بادهاى سخت مى‏وزد، مى‏فرستادند و آنان گرفتار زندگى سخت‏و ناگوارى شدند.آنان را،چون گروهى درويش و مسكين با چند اشتر پشت ريش ومشتى كرك رها كردند.از حيث مساكنشان،خوارترين ملتها بودند و سرزمينشان بى‏آب و گياه‏ترين زمينها.نه به دعوتى پيوسته بودند،كه بر آن تعصب ورزند ونه سايه‏سار محبتى داشتند،كه در آنجا بيارامند و به عزت و ارجمندى متكى‏شوند. احوالشان پريشان بود و آرايشان گونه‏گون.با آنكه به شمار بيش بودند،درپراكندگى مى‏زيستند،گرفتار بلاهاى سخت و نادانيهاى تو بر تو،چون زنده به گوركردن دختران و پرستش بتان و بريدن از خويش و پيوند و رفتن در پى غارت وتاراج.

سپس اين قوم را بنگريد،آنگاه كه خداوند نعمتهاى خويش به آنان ارزانى داشت و برايشان پيامبرى فرستاد و آنان را فرمانبردار آيين او نمود و به دعوت اوپراكندگيهاشان را به يگانگى بدل كرد.و نعمت،بال كرامت‏بر سرشان بگسترد وجويبارهاى خود را به سويشان روان داشت. دين خدا آنان را در سودها و بركات خوددرپيچيد.در نعمت اسلام غرقه شدند و در مرغزارهاى زندگى خوش به شادمانى‏بيارميدند.

در سايه سلطانى قاهر و غالب كارهاشان به سامان آمد و حالشان به گونه‏اى‏نيكو شد كه در كنف عزت و پيروزمندى جاى گرفتند.كارها به آسانى مى‏راندندو بر اوج اقتدار جاى گرفتند و بر همه جهانيان فرمانروا شدند.پادشاهانى شدندفرمانروا بر سراسر زمين.از هر كس كه بر آنها فرمان رانده بود،فرمانروايى‏بستدند و كسانى را كه روزگارى بر آنان حكومت مى‏كردند به زير فرمان در آوردند.

ديگر نه كسى را انديشه آن بود كه نيزه‏اى بر آنان راند و نه سنگى به سوى ايشان‏افكند.

بدانيد كه شما بند طاعت اسلام از دستها گشوديد و آن دژ خدايى را كه‏گرداگردتان را فرا گرفته بود با به كار بستن احكام جاهليت،سوراخ كرديد.

خداى سبحان بر جماعت اين امت منت نهاد،آنگاه كه ميانشان عقد الفت‏بست.

الفتى كه در سايه آن قدم مى‏زدند و در پناه آن مى‏آرميدند.همراه با نعمتى كه هيچيك‏از آفريدگان بهاى آن ندانند،زيرا بهايش از هر بهايى بيش است و ارجش ازهر ارجمندى برتر.

بدانيد كه شما بعد از هجرت بار ديگر شيوه اعراب باديه‏نشين را پيش گرفتيد وپس از عقد مودت گروه گروه شديد.از اسلام تنها نام آن بر خود بستيد و از ايمان تنهابه ظاهر آن بسنده كرديد.

مى‏گوييد:آتش،آرى و ننگ و عار،نه.گويى مى‏خواهيد كه چهره اسلام راوارونه سازيد و پرده حرمتش بردريد و پيمانى را كه خدا با شما بسته است‏بگسليد.

همان پيمان كه آن را در زمين پناهگاه خود ساخت و جاى امن و آسايش در ميان آفريدگان خود قرار داد.اگر از اسلام به غير اسلام پناه جوييد كافران به پيكار شماخواهند خاست.نه جبرئيل به ياريتان خواهد آمد و نه ميكائيل،نه مهاجران و نه‏انصار.و ياورى جز ضربه‏هاى شمشير نخواهيد داشت تا آنگاه كه خدا در ميان شماحكم كند.

هر آينه،شما را نمونه‏هاى عبرت‏آميزى است،از عذابهاى و سختيهاى كوبنده الهى‏بر امتهاى پيشين و روزهاى نزول عذاب و حوادث سخت او.

فرا رسيدن عذاب خدا را دير مينگاريد،بدين بهانه كه از مؤاخذه او بيخبريد ياخشم و غضب او را سهل مى‏شماريد و چنان پنداريد كه عذاب او به شما نخواهدرسيد.

خداوند سبحان گذشتگان را كه پيش از شما بودند،از رحمت‏خود دور نساخت،مگر بدين سبب كه امر به معروف و نهى از منكر را ترك كردند.خداوند سفيهان را به‏خاطر ارتكاب معاصى و اهل خرد را به سبب واگذاشتن نهى از منكر لعنت نموده‏است.

آگاه باشيد كه شما رشته اسلام را بريده‏ايد و حدود آن را اجرا نكرده‏ايد واحكامش را ميرانده‏ايد.بدانيد كه خدا مرا به جنگ با سركشان و پيمان‏شكنان وكسانى كه در زمين فساد مى‏كنند،فرمان داده است و من با پيمان شكنان جنگيدم و باآنان كه حق را واگذاشتند،جهاد كردم و بيرون شدگان از دين را خوار و زبون نمودم.

اما شيطان ردهه (8) با بانگى كه بر او زدم،كارش را تمام كردم.بانگى كه در اثر آن صداى‏قلبش را و لرزش سينه‏اش را شنيدم.بقيتى از باغيان و تجاوزگران باقى مانده‏اند،اگرخدا مرا اجازت دهد باز بر آنها مى‏تازم و دولتشان را مى‏ستانم،جز اندك مردمى ازايشان كه در اطراف زمين پراكنده باشند.

من در خردى پشت عرب را به خاك رسانيدم و شاخهاى ربيعه و مضر را شكستم‏و شما از منزلت من در نزد رسول الله آگاه هستيد،هم از جهت‏خويشاوندى‏و هم از جهت‏حرمت‏خاصى كه براى من مى‏شناخت.من خردسال بودم كه مرا دركنار خود مى‏نشاند و بر سينه خود مى‏چسباند و در بستر خود مى‏خوابانيدو تن من به تن او مى‏ساييد و بوى خوش خود را به مشام من مى‏رسانيد.گاه چيزى‏را مى‏جويد و در دهان من مى‏نهاد.او هرگز نه دروغى را از من شنيد و نه در رفتارم‏خطايى ديد.از آن زمان كه رسول الله(صلى الله عليه و آله)از شير باز گرفته شد،خداوند،بزرگترين ملك خود را شب و روز همنشين او ساخت تا او را به راه‏بزرگواريها و خصال و اخلاق نيكو برد.من همواره،چون بچه شترى كه در پى مادررود در پى او مى‏رفتم و او هر روز يكى از صفات پسنديده‏اش را بر من آشكارمى‏نمود و مرا مى‏فرمود كه بدان اقتدا كنم.هر سال در غار حراء،زمانى چند خلوت‏مى‏گزيد.من او را مى‏ديدم و جز من كسى نمى‏ديد.روزگارى جز خانه‏اى كه‏رسول الله(ص)و خديجه و من در آن مى‏زيستيم،اسلام را ديگر خانه‏اى نبود.نوروحى و رسالت را به چشم مى‏ديدم و بوى نبوت را مى‏شنيدم.هنگامى كه وحى‏نازل مى‏شد صداى ناله شيطان را مى‏شنيدم.مى‏پرسيدم يا رسول الله،اين صداى‏چيست؟مى‏گفت كه صداى شيطان است،از اينكه او را بپرستند،نوميد شده است.

تو هم مى‏شنوى،هر چه من مى‏شنوم و مى‏بينى آنچه من مى‏بينم،جز آنكه تو پيامبرنيستى ولى تو وزير منى،تو به راه خير مى‏روى.

من با آن حضرت(صلى الله عليه و آله)بودم كه گروهى از بزرگان قريش بيامدندو گفتند:يا محمد تو ادعاى بزرگى كرده‏اى كه نه پدرانت چنان كرده بودند و نه يكى ازخاندانت.ما از تو چيزى مى‏خواهيم كه اگر بپذيرى و به ما نشان بدهى،دانيم كه توپيامبر و فرستاده او هستى و اگر نكنى دانيم كه جادوگر و دروغگويى.پيامبر(صلى الله عليه و آله)پرسيد:چه مى‏خواهيد، گفتند:اين درخت را فراخوان تا ازريشه به درآيد و بيايد و پيش روى تو بايستد.پيامبر(ص) گفت:خدا بر هر كارى تواناست.آيا اگر خدا براى شما چنين كند،ايمان مى‏آوريد و به حق شهادت‏مى‏دهيد؟گفتند:آرى،گفت:اكنون هر چه خواسته‏ايد به شما نشان خواهم داد. ولى‏مى‏دانم كه به راه خير باز نمى‏گرديد.در ميان شما كسى است كه به چاه قليب افكنده‏شود (9) و كسى است كه گروهها را گرد آورد (10) .

سپس گفت:اى درخت،اگر به خدا و روز جزا ايمان دارى و مى‏دانى كه پيامبرخدا هستم،به اذن خداى از ريشه به درآى و بيا و در برابر من بايست.

سوگند به كسى كه او را به رسالت مبعوث داشته،درخت از جاى برآمد وبيامد.آوازى سخت داشت و چون پرندگان بال زنان بيامد و در برابر رسول الله(صلى الله عليه و آله)بايستاد و شاخه‏هاى بالاى خود را بر رسول الله(ص)سايبان‏ساخت و يكى از شاخه‏هايش را بر شانه من نهاد كه در طرف راست آن حضرت(ص)بودم.

مردم به آن نگريستند و از روى بلندگرايى و گردنكشى گفتند:اكنون فرمانش ده‏كه نيمى از آن نزد تو آيد و آن نيم ديگر برجاى بماند.پيامبر(ص)فرمان داد.نيمى‏از درخت‏با رفتارى عجيب و آوازى بلندتر،نزد او آمد.آنقدر كه نزديك بود به گرداو پيچيده شود.آنها از روى كبر و سركشى گفتند:حال بفرماى تا به نيم ديگر خودملحق شود.پس پيامبر(ص)امر فرمود و درخت‏بازگشت.من گفتم:لا اله الا الله.من‏نخستين كسى هستم كه به تو ايمان آورده‏ام.اى رسول خدا و نخستين كسى هستم كه‏گواهى مى‏دهم كه به امر خداى تعالى براى تصديق نبوت تو و ارج نهادن بر سخن‏تو،درخت چه كرد.

همه آن قوم گفتند كه اين مرد جادوگرى دروغگوست.شگفت جادوگرى و در جادوگرى چه سبك دست.آنها گفتند:آيا جز همانند اين[مقصودشان من بودم]كسى تو را در كارت تصديق كند؟

من از قومى هستم كه ملامت هيچ ملامتگرى آنان را از راه خداى بازنمى‏دارد.

چهره آنان چهره راستگويان است و سخنشان سخن نيكان.شب را به عبادت بيدارندو روزها، مردم را چراغ هدايت‏اند.چنگ در ريسمان قرآن زده‏اند و سنتهاى خدا وسنتهاى پيامبرش را زنده نگه مى‏دارند.نه گردنكشى مى‏كنند و نه برترى مى‏فروشند.

از نادرستى و تبهكارى به دورند.دلهايشان در بهشت است و تنهايشان در كارعبادت.

پى‏نوشتها:

1.قاصعه به معنى تحقير كننده و خواركننده است.در اين خطبه ابليس تحقير شده است.

2.سوره 38،آيه 71-74.

3.سوره 15،آيه 39.

4.مراد،قابيل پسر آدم است.

5.سوره 23،آيات 55،56.

6.تهليل:لا اله الا الله گفتن

7.سوره 34،آيه 35.

8.مراد از شيطان ردهه،هر قوص بن زهير است كه ذو الثديه لقب داشت.

9.قليب،نام چاهى است در ناحيه بدر.اشاره است‏به شكست مشركان در بدر و افكندن اجسادشمارى از آنان چون ابو جهل و شيبه و عتبه در آن.

10.اشاره است‏به جنگ احزاب يا خندق و ابو سفيان و گردآوردن احزاب.